الأربعاء، 8 يونيو 2022


 الصراع الجيوسياسي حول الموارد الطاقية..

بقلم القيصر

لقد شكَّل الصراع بين الدول على الأهداف الجيوستراتيجية العامل الأبرز في جل    النزاعات الإقليمية الدولية سواء حول السيادة على الأرض أو حول الموارد حيث يعتبران من أهم العوامل التي رسمت المشهد العالمي طيلة تاريخه، فاستراتيجية الصراع بين الدول تحركها مصالح و أهداف كبرى و عبر المشهد السياسي التاريخي فإن هذا الصراع يتخذ غالبا صفة جيوسياسية إما حول الأرض مثلما يحصل حاليا في الأزمة الأوكرانية الروسية أو مثلما حدث في بحر الصين الجنوبي بين الصين والولايات المتحدة واتخذ الصراع آنذاك منحى متسارعا في ضل تنامي تخوفات الأميريكين من السياسة التوسعية للصين في النطاق المتنازع عليه وأيضا تخوفها من مد سيطرتها هناك بشكل كامل وغيرها من الأمثلة الكثيرة..،و أيضا يتخذ صفة جيوسياسية طاقية مثلما حصل بالشرق الأوسط و هجوم أمريكا على العراق تحت ذريعة أمنية لدعم الكويت لا لشيء إلا من أجل براميل البترول  ..

و بالحديث عن التنافس حول منابع و معابر الطاقة الذي يتخذ دائما شكلا خفيا تحت مسميات أخرى و ذرائع أمنية مختلفة يبقى هو المحرك الأول للدول الكبرى و كما تشكل الطاقة وجها من وجوه الصراع تجعل الهوة واسعة بين الدول و أيضا فهي من جهة أخرى وجه من وجوه تصالح المصالح و توثيق الروابط..

فمن خلال تتبع المسار التاريخي فإنه يمكن التنبؤ بشكل كبير بأن توجه الدول إلى تأمين حاجياتها من الغاز بدل النفط لن يغير في سلوكياتها و استراتيجية الصراع ستبقى كما هي و لن تتغير كثيرا عن السابق سواء كان النزاع حول آبار النفط أو منابع الغاز و كل ما سيتغير هو تحويل المصالح من جهة لأخرى فقط وكل دولة كبرى ستقوم بالتحكم في نطاق طاقي حيوي و تأمين الغاز اللازم لها بما تملك من مقومات دبلوماسية وقدرات اقتصادية و عسكرية..

بقلم يوسف القيصر باحث في  الاستراتيجات السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 شكَّل التمدد الروسي في سوريا و شمال إفريقيا و تقليص الهيمنة الأمريكية والأروبية هناك نقطة تحول كبرى تنامت معها مخاوف الغرب و الأمريكيين بال...